في خضم ذلك، فكر المؤسسون في نقل العمل من خلال كيان المجتمع المدني الذي يضمن المزيد من المرونة والتنوع في تقديم الأنشطة التنموية والإغاثية كانت رؤية يجب تحقيقها، خاصة بعد تدهور حالة الشعب الذي يواجه أسوأ أزمة إنسانية في العالم. ولذلك، من باب الشعور بالمسؤولية، شاركت المؤسسة بكادرها الشبابي المتحمس في العمل مع العديد من البرامج والمشاريع والأنشطة التي تدعمها وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية. وبمستوى عالٍ من العزيمة والجودة والفاعلية والكفاءة والشفافية في تنفيذ الأنشطة، وفي بداية عام 2014، تحقق الحلم. بدأت الخطوات الأولى نحو تأسيس منظمة المجتمع المدني؛ أي مؤسسة بناء للتنمية (BFD). واستنادًا إلى التجارِب التي اكتسبها المؤسسون، والجهود التطوعية والذاتية المبادرة، بدأ تنفيذ المشاريع في مؤسسة بناء للتنمية.

مؤسسة بناء للتنمية (BFD) هي منظمة يمنية وطنية غير ربحية وغير حكومية تأسست من قبل تلك المجموعة من الأشخاص ذوي الخبرة والذين اكتسبوا فعلًا خبراتهم الكبيرة في العمل أو مع الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية في برامج متعددة القطاعات، والذين أدركوا أيضًا الفجوات الحاسمة بين تقديم المساعدات والحاجة إلى بناء قدرة الصمود للمجتمعات.

نتيجة لتفاقم الصراع الذي حدث في عام 2015، تدهورت الأوضاع الإنسانية في اليمن واعتبرت أسوأ كارثة إنسانية في العالم وفقًا لتصنيف الأمم المتحدة. لم يكن لدى مؤسسة بناء للتنمية خيار سوى أن تُؤسَّس رسميًا وتُسجَّل في عام 2015 للتكيف مع تدهور الوضع والقدرة على توسيع مساعداتها بما يتناسب مع حجم الاحتياجات. مع الحفاظ على مستوى العزيمة والجودة والفاعلية والشفافية، تمكنت مؤسسة بناء للتنمية من المشاركة والتعاون مع معظم الوكالات الإنسانية الموجودة في اليمن. من خلالها تم بناء قدرات مؤسسة بناء للتنمية خطوة بخطوة بشكل ديناميكي، كمنظمة غير حكومية نامية بسرعة تعمل مع معظم الجهات الفاعلة الرئيسة في المجالات الإنسانية وبناء قدرات عدة شركاء.

بحكم تخصص المؤسسين في مجال الصحة والتغذية، وإظهار قدرات كبيرة في الوصول والتنسيق، إلى جانب سنوات متراكمة من الخبرة في الميدان، منحت مؤسسة بناء للتنمية تنفيذ مشروعين ممولين من قبل اليونيسيف في محافظتي عمران ومأرب. منذ ذلك الحين، تعمل مؤسسة بناء للتنمية عن كثب مع الشركاء، وتشارك في العديد من الاجتماعات المتعلقة بالقطاعات الإنسانية. ولذلك، تمت الموافقة على عضوية مؤسسة بناء للتنمية في أربعة قطاعات مختلفة، وهي: التغذية، والصحة، والمياه والإصحاح البيئي، والحماية.

المضي قدمًا في نمو مشاريع مؤسسة بناء للتنمية ووجودها ، وسعت مؤسسة بناء للتنمية مجالاتها بطريقة موازية ومبتكرة من خلال:

حيث نفذت أولاً مشاريع استجابة طارئة متعددة القطاعات تهدف إلى تحسين المشاكل والاحتياجات الإنسانية في قطاعات التغذية والصحة والمياه والإصحاح البيئي والتعليم والإيواء / NFI ، CCCM ، الحماية، الأمن الغذائي وسبل العيش ، و EECR. مؤسسة بناء للتنمية التي أصبحت الآن جزءًا من مجموعات العمل الخاصة على المستويين الوطني والفرعي، متنسقة كل جهودها في الأنشطة التي تنفذها في أكثر من 18 محافظة من محافظات اليمن. وكان هذا التوسع في الخبرات والحضور في اليمن من خلال الجهود المستمرة التي تقوم بها مؤسسة بناء للتنمية في بناء قدرات كادرها ومن خلال الثقة التي اكتسبتها من خلال الشراكات التي أنشئت على المستوى الوطني والعالمي.

ثانيًا، بتقديم دعم تمكين تنموي للمجتمعات المتضررة من الأزمة وتطوير قدرات الفاعلين المحليين.

نحن نؤمن بأن أفضل الحلول لدعم المجتمعات في الأزمات والصراعات يجب أن تكون من خلال التحول السريع والمستدام من خلال الاستجابة السريعة إلى تعزيزالمرونة، حيث إن هذا النهج ضمن العمليات الإنسانية ضروري لدعم جهود المجتمع للتعافي والنهوض مجددًا واستغلال قدراته، بدءًا من صنع السلام بإجراءات مبتكرة في المراحل الأولى، وانتهاءً بالإنعاش المبكر والتأهيل في المراحل اللاحقة.

كما تؤمن مؤسسة بناء للتنمية بالعمل الجماعي وبالتالي تسعى دائمًا إلى إقامة شراكات، تستند إلى الاحترام المتبادل والرؤية المشتركة، مع المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص والمكاتب الحكومية والمؤسسات الدولية. منذ تأسيسها، كانت مؤسسة بناء للتنمية حريصة على مواءمة استجابتها التنموية مع أهداف التنمية المستدامة (SDGs) وبرامجها التخطيطية لدعم وتعزيز استراتيجيات التنمية الوطنية ذات الصلة (NDS) و MDGs-UN؛ حيث إنها موازية للاحتياجات داخل المجتمع. علاوة على ذلك، من خلال مشاركة المجتمعات المحلية، تزيد مؤسسة بناء للتنمية من فعالية جهودها التنموية وتساعد المجتمعات على تحقيق أقصى قدر من إمكاناتها، وهو هدف لا يمكن تحقيقه إلا من خلال شراكات، رؤية مشتركة وعمل جماعي لجميع أصحاب المصلحة.